ماذا ينفعك ان كانت هاته الروح التي بين جوانحك لا تنبض بالحياة .
في قلب كل انسان شجرة متفرعة جذورها في ارضه غائرة
، اما اغصانها فعلى جوارحه ، من احاديث اللسان، الى بطش اليدين، الى مشي الرجلين،
الى الفكر الذي يشغل باله كل لحظة من الزمن ، و التي تظهر في حياته اليومية في أعماله
و معاملاته. إن الماء الذي تسقي به شجرتك نابع من روحك، و روحك اما ان تكون علوية
ربانية ، او سفلية شيطانية .
ان ماء الروح لن يكون مبارك الا إن كان نابع من
سموا الروح و ارتقائها الى الأعلى ، و لن يتأتى لها ذلك حتى تتأمل، و ترتقي ، و هو
ما يسمى في يومنا هذا بالطاقة الكونية، او تسميات اخرى ، لكنه في النهاية هو التدبر،
و التفكر، و التأمل في عظمة الله من خلال هذا الكون الفسيح، و هذه الموجودات و
المخلوقات. تلك العظمة التي لن تتجلى الا اذا امتازت الروح بالصفاء ،و حامت حاول هذا الملكوت. اما ان
كانت الروح سفلية فإن ينبوعها سيكون على قدر سُفلها في النتانة و الخبث ، و ذلك أنها حائمة حول الشهوات و
الشبهات.
فإن سقيت هذه الشجرة من الينبوع العلوي الرباني بماء
الحب، و الرحمة، و الوفاء، الشفقة علي الخلق، حتي استوعبت جميع البشر ، و هبت
عليها النسائم و النفحات الربانية فإن ثمارها حتما ستكون طيبة زكية و مباركة، و سوف تغرد العصافير على اغصانها الخضراء ، اما
ان سٌقية من الينبوع السفلي الشيطاني بماء
بالحقد، و البغضاء، و الكراهية، و احتقار الخلق، هبت عليها النفحات السفلية الشيطانية، فإن
ثمارها حتما ستكون خبيثة من البؤس، و الشقاء، و سوف تعشش على اغصانها الغربان و
يكزن جذعها ملاذا للحياة السامة و العقارب .
اذا صًفة روحك و ارتقت. حينها فقط تتجلي لك تلك
العظمة الربانية التي سوف تدهشك، و تجعلك تعيد الكثير من الحسابات في حياتك.