نعتقد أن حياتنا مثالية الى حد بعيد ، لكن في الواقع نحن نتخبط في الم نفسي حاد حتى و ان انكرنا ذلك.
في الحياة يتمسك البعض بطموحاتهم و يسعون بكل
ما لديهم من قوى لتحقيق ذلك الطموح و الوصول الى احلامهم و هم بالتالي يسعون الى
الافضل، هذ السعي الحثيث يجعلهم متميزين ، فيراهم البعض مثاليون او بعبارة اخرى
وصلوا حد الكمال ، لكن في الحقيقة الكمال لله.
ليس من الضروري ان تكون مثالي، كن ايجابي و فقط
لو تفحصت حياتهم الخاصة لوجدت انهم يأكلون و ينامون ، يحزنون و يفرحون، يحتاجون
الى المواساة في مصابهم مثلك و مثلي تماما، انهم فقط تتميز حياتهم بالمرونة في
التعامل و مواجهة التحديات التي تعترض طريقهم في السعي لأهدافهم و طموحاتهم.
يتخيل البعض ان المثالية هي تلك الحياة التي
تتسم بالسيطرة على كل التفاصيل ، و الظهور بمظهر الكمال في جميع جوانب الحياة، و
بالتالي لا تشرد اي شاردة دون ان تكون محسوبة.
من
هذا المنطلق يبدأ ناشد الكمال و المثالية حياته، من المنافسة، و فرض نفسه في
العلاقات الاجتماعية او العمل او حتى البيت، فتصبح حياته هواجس و امراض نفسية. لان
حياته تدور على الوصول الى الكمال في كل
شيء و الالمام بجميع التفاصيل ، و انعدام الحلول الوسط ، اما ناجح او فاشل ، اما
ابيض او اسود . يتناسون المجهودات التي يبذلونها لمجرد ان النتيجة لم تكن جيدة و بالتالي
يحكمون على انفسهم بالفشل.
ان هذ الهوس لهو اكبر عائق امامهم في تحقيق
ذاتهم ، و مقارنة حياتهم البسيطة، بحياة المشاهير و الناجحين الكبار، و هم لا
يعلمون كيف وصلوا الى ما هم عليه اليوم ، انهم حتما مرو بخيبات الفشل المريرة ، و
الانتكاسات ، لكنهم لم يستسلموا و بقوا ايجابين الى ابعد الحدود.
إن كنت تنشد المثالية و الكمال توقف عن ذلك،
انت تدمر اكثر مما تبني، انت تضع معاير لكل شيء في حياتك ، هاته المعاير التي حتما
لن تكون مناسبة لكل شيء ، مثلا حاول ان يكون عملك على اكمل وجه دون وصفه بالكامل او
المثالي ، كن مرن و ايجابي في حياتك و علاقاتك الاجتماعية.
كن انت
توقف عن مقارنة حياتك بحياة المشاهير و
الناجحين الكبار ، نعم اطمح الى الوصول اليها، و اعمل، و ثابر ، لكن انطلق من
واقعك، من حياتك البسيطة. استمتع بكل ما تجود به عليك الحياة و انت في طريق كفاحك للوصول
الى احلامك.