تلك التفاصيل الصغيرة النابعة من اعماق ارواحنا هي ما يعطينا الدافع للمواصلة .
لن يتغير الانسان من تلقاء نفسه دون
وجود محفز ما، سواء كان خارجي او داخلي ، إلا ان المحفزات الداخلية – تلك اللحظات
التي يكون فيها الانسان خارج الزمان و المكان - يكون التغير منها كبير جدا الى
درجة ان الانسان نفسه لا يعي ماذا حدث له حتى تغير بهذا الحجم و هذه الصورة.
خارج الزمن هي تلك اللحظات التي
نسافر فيها و نعشها بأرواحنا. سواء كانت في اليقظة او في
المنام ، انها تشبه الوميض تأخذنا الى ابعد من حدود الزمان و المكان الذي نتواجد
فيه. نابعة من اعماق ارواحنا الصافية.
بعبارة اخرى هي
اللحظات التي لم نعشها في الماضي أو الحاضر و ربما لن نعشها في المستقبل ، الا
انها تبقى على شكل وميض في داخلنا، لحظات لن تتكرر ولن تنسى،
لا نستطيع التخلي عنها، و التوقف عن التفكير فيها، لأنها
ببساطة قد لامست شيء بداخلنا شيء مغروس في اعماق انفسنا، و غيرة مشاعرنا بحيث
اعطتنا نفس جديد أو فتحت لنا نافذة جديد من نوافذ الحياة. نرى من خلالها العالم من
حولنا بصورة مختلفة عن السابق.
ان طُعم تلك اللحظات و مهما كان حجم النافذة
التي فتحت لنا يجعل رؤيتنا للعالم تتغير، و من ثَم نظرتنا عن الحياة ، عن السعادة ،
عن الحب ، عن القناعة ، و اشياء اخرى كثيرة ، و يشعرنا بالأمل ، و يدفعنا للمواصلة ، لان هناك ما
ينتظرنا لنسعي من اجله بكل ما اوتينا من
قوة. و في مخيلتنا تدور تلك الاحداث التي نتابع تفاصيلها الصغيرة بكل اهتمام ، و
التي بدورها قد تتجلى في حياتنا المستقبلية .