منذ الازل يتصارع الخير و الشر ، الحق و الباطل ، حتى داخل النفس البشرية يحدث ذلك .
هذا الصراع الذي يمثل الخروج منه انتصارا عظيم ، لكن مهما كان هذ الخروج ، لا يمكن ان يكون دائما يمثل الجانب المشرق من المعادلة ، اي بتعبير بسيط لا يمن ان ينتصر الخير او الحق دائما ، ففي الكثير من الاحيان يسود الباطل و الشر متلبسا بثياب الخير و الحق .
قد تتسائل ماذا يعني هذا؟ ببساطة يعني ان الكثير من الشر و الباطل يسير في هذا العالم بلباس الحق و الخير ، مثال الوقحة اصبحت تعني صراحة و امثلتها كثيرة ، و التربية اصبحت انطوائية و الجشع و الانانية اصبحت تدعى حب الذات ، انها اسماء و مصطلحات تحمل في طياتها الكثير من التضليل ، و الخروج عن الفضائل الحقيقية .
لقد اصبح العالم الذي نعيش فيه يمشي رأسا على عقب بسبب هذا التناقض الصارخ و موحش للكثيرين منا ، لم يعد لدى الكثيرين شيء يؤمنو به لانهم في كل مرة يؤمنون و يخذلون بسب هذا الزيف المنتشر ، قد تعتقد اني متشائم لكني عكس ذلك تماما فأملي كبير جدا الى حد الاعتاقد انه يمكن تغير هذه الصورة المزيفة.
لا تضع ايمانك في اشياء متغيرة ، و لا تتبنى اي فكر انت لا تعرف له اصل حتى و ان كان من اقرب الناس اليك ، لا تغيب عقلك . ابحث دائما عن الثوابت في الحياة ، أنها القاعدة التي لا تتغير ، لست هنا بصدد اعطائك القائمة لكن يمكنك البحث عنها بنفسك ومن ثم تبني ما يناسبك . فقط ابدأ من داخلك . ضع خلفك ما لا يرتاح له قلبك .