... إننا مازلنا في اعماقنا نحمل بريق اليافعين .
في
مرحلة ما من حيتنا كنا يافعين جدا ، نعيش اليوم بومه ، ليست لدينا طموحات كثير ، و
لا نملك خيارات العديدة التي تغرينا عن المسعى الحقيقي . مسعى تحقيق اكبر قدر من
المتعة و الاقبال على الحياة و الانسجام . لكن بالرغم من ذلك يتقدم بنا العمر
رويدا رويدا نحو النهاية ، تلك النهاية التي تفتح عيوننا اخيرا على الحياة . بشكل
او بأخر ينتهي الحلم و نستيقظ عل الحقيقة المطلقة اننا لم نعد كالسابق ، و ان
حياتنا قد تغيرت . و بالرغم من انها كذلك إلا اننا مازلنا في اعماقنا نحمل بريق
اليافعين .
لست ادري كيف
نسمي ذلك ، لكنني ادرك تماما ان الامر يشبه الخروج من القفص ، و الاستمتاع بالحرية
، الشعور بنشوة الحياة . كثيرون هم الذين يعتقدون ان حياتهم قد انتهت ، لكن مع
مرور الوقت يستعيدون عافيتهم من جديد و يعدون الى ممارسة حياتهم ، الفرق الوحيد ان
البعض يمارسها على انها امر محتوم و يجب عليه المواصلة ، بتعبير ادق انه لا يمكن
التغير و بالتالي سيواصلون على نفس النمط و بنفس الطريقة ، و كأنهم ضحايا و في
النهاية سيتذمرون اكثر مما مضى من حياتهم لأنهم ببساطة لم يدركوا ان دور الضحية هو
ما اوصلهم الى هذا الحد ، بينما اخرون يوصلونها على انهم من الناجين ، و بكل
امتنان بما جادة عليهم الحياة يواصلون الاستمتاع بأكبر قدر منها و هنا يكمن الفرق
بين الصنفين .
لذا واصلوا حياتكم
كناجون و ليس ضحيا .