لا يختلف إثنان على ان اول ما نزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من القرأن الكريم كان (إقرأ) فكانت اول كلمة تحث على القرأة و طلب العلم و المعرفة ، و كذلك التامل في الموجودات ذلك ان القرأة وحدها لا تكفي لذا يجب ان تكون مع التامل و إعمال العقل ، لأن المعارف تختلف باختلاف المواضيع ، منها ما يحتاج الى العقل فقط و منها ما يحتاج الى العقل و التامل معا .
الكثير منا يقرأ لكنه يصطدم بجدار الاستيعاب ، حيث لا يستوعب الكثير مما يقرأ رغم المجهود المبذول ، إن ما تقرأه سواءا إستعوعبته او لا يبقى في لا وعيك و مع كل قراءة جديدة تحدث لديك تراكمات تعمل في الخفاء على اعادت تشكيل الوعي لديك ، او خلق وعي جديد مختلف تماما عن وعيك السابق ، و الدليل على ذلك انك تصبح اكثر مرونة ، اكثر إنفتاح ، و ترى الامور على حقيقتها في اغلب الحالات ، كما يساهم هذا الوعي الجديد في تحسين قدراتك و بالتالي حياتك .
ان الاستيعاب ليس مشكل تتوقف عنده خصوصا ان كنت جديد ، لذا واصل القرأة و تأمل فيما تستوعبه حتى و إن كان قليل و سوف تفتح آفاق جديدة لم تكن تعرفها ،
اننا بحاجة الى وعيك الجديد ، إن كنت حقا تصبوا الى التغير في حياتك و حياة من حولك ، عائلتك ، بلدك ، امتك ، و اخيرا عالمك .
لا اطلب منك الكثير فقط اقرأ ما يستهويك و يشد انتباهك ، و سوف تجد نفسك تتعمق اكثر فأكثر في القرأة من تلقاء نفسك و دون إيعاز او إجبار من احد . كن مبارك لنفسك و لمن حولك
#وحيد