لحظات عابرة ، أماكن و دروب ضيقة المساحة لكنها واسعة الأفق ، همسات خفيفة لكن صداها وصل الى أعماق القلب ، ابتسامات لا تكاد أن ترى لكنها رسمت شمسا في السماء .
هذا ما كان يدور في عقلي ، بعد
التحليلات ، و التخمينات ، و المنطق و حساب المكاسب التي تعد على الاصابع ، و
الخسائر التي تراكمت من حولي أكواما أكوام . لكن للقلب رأي أخر.
أشياء غير مفهومة ، لحظات عابرة
غير مخطط لها لكنها مازالت محفورة في الذاكرة ، أماكن و دروب ضيقة المساحة لكنها
واسعة الأفق ، مأكولات و مشروبات بسيطة جدا
و رخيصة الثمن ، لكنها لذيذة و منعشة ، همسات خفيفة لكن صداها وصل الى أعماق القلب
، ابتسامات لا تكاد أن ترى لكنها رسمت
شمسا في السماء ، إنها أشبه بالقيد الذي كبلني في مكاني لا أستطيع مقاومتها و
التخلص منها .
ألهذا الحد يمكن أن يكبل الانسان
بذكريات الماضي السحيق؟ ، ذكريات يستحيل أن تعاد ، يستحيل أن يخطط لها و تجسد من
جديد . لكنها باقية و كامنة و محفورة على جدران
الروح ، ذلك الشيء الازلي في الانسان ذلك الطيف الخفيف الذي ما إن نلامسه
حتى نفقد الثقة في الكثير من أحكام عقولنا و لا نعرف السبب ، فقط إننا لم
نرتاح لها.
منذ ان نولد و نحن نستهلك من أرواحنا
، في كل مرة جزء بسيط ، و هكذا تتسع دائرة الأجزاء و يتسع معها ما استهلكنا منها ،
حتى نصل الى النهاية بحيث لم يعد لدينا ما نستهلكه ، عندها لا يبقى لدينا سوى
خيارات محدودة جدا ، إما ان نرحل بلا أرواح و نفقد كل متع الحياة المعنوية ، أو
نواصل بأرواح مريضة متأرجحة بين الموت و الحياة ، و في كلتا الحالتين نرزح تحت
وطأة الامراض النفسية المزمنة و الاكتئاب. إنها ليست حياة إنها اشبه بالجحيم .