سمفونية الحياة هي أن نخطو خطوات إضافية أبعد مما كنا نصل اليه، لربما وجدنا حياة أفضل و تعايشنا بسلام فيما بيننا.
لم تكن اوتار الحياة مشدودة بما فيه الكفاية لنعزف عليها
مقطوعتنا الخاصة ، المقطوعة النابعة من اعماق ارواحنا الصافية، و المعبرة عن ذاتنا
، و عن كياننا.
ان اوتار الحياة ما هي إلا ذروة لحظات
السعادة و الفرح ، الحب ... التي مررنا
بها ، و بقية راسخة الى الابد ، ليس في ذاكرتنا فحسب ، بل في اعماقنا ، و في
ارواحنا ، نشعر بالنشوة ، و الطاقة الفياضة تتغلغل في الاعماق لتعطينا دفعا جديد
لمواجهة تحديات الحياة . تلك المواجهة التي تشبه تداخل صوت الكمان مع الناي مع
الطبل في انسجام و تناغم لنحظى في النهاية بمقطوعة موسيقية او
سمفونية متكاملة.
تلك المعزوفة
الخالدة في الحقيقة هي ما نحن عليه، هي التي تعطي لحياتنا معنى، هي التي تجعلنا
مختلفين عن غيرنا، ان القدرة على التعبير عن انفسنا يرتبط ارتباطا وثيقا بمقدرتنا
على تأليف المقطوعة و عزفها في تناغم و انسجام مع انفسنا و مع المحيطين بنا و مع الطبيعة.
عندما نصل الى مرحلة العزف المتناغم تبدأ تعقيدات الحياة
و صراعاتها في التلاشي ، و نبدأ في تجاوزها
الى أبعاد جديدة ، و نبتعد عن الحدود الحالية ، و نخطو خطوات إضافية أبعد مما كنا
نصل اليه، لنؤلف لحن جديد لمعزوفة جديدة ،
عندها فقط ربما نجد حياة أفضل ونتعايش بسلام فيما بيننا.