رغم قصر الحياة هل تستحق كل هذه التعقيد و الصراعات ، ألا
يمكن ان نتجاوزها الى ابعاد جديدة ، ان نبتعد عن الحدود الحالية و نخطو خطوات
اضافية ابعد مما كنا نصل اليه، لربما وجدنا حياة افضل و تعايشنا فيما بيننا.
أكان يلزم الانسان حقا هذا
القدر من التعقيد في الحياة ، و كل هذه
القوانين و الخطط ، و كل هذا التدريب و اعادة التأهيل ، حتى يصبح قابل للحياة من
جديد ؟ اكان من الضروري تشخيصه على انه مريض نفسي او مكتئب ؟ اكان هذا التشخيص حقيقي
؟.
أحقا ان هذا الكم الهائل
من فنون الحياة ضروري للإنسان ليكون عند حسن تطلعات من حوله من بني جنسه؟ احقا ان
هذه الصرامة التي يتبعها تبنى الفرد و من خلاله المجتمع و ترتقي بالعلاقات ؟ ام
انها تساعد في انغلاق العلاقات الانسانية فيما
بينها لأنها تخضع لمجموعة المعاير؟.
ألا يمكن ان تبتسم مع أي شخص تجده على الطريق ، دون
ان تكون لك أي مصلحة ترجوها ، سوى ان تعبر عن روح الاخوة ، عن طيبة النفس ، عن
الحب ؟ الا يمكن ان يراها الطارف الاخر على انها مجرد ابتسامة لا تكلف شيء ، و انه
يمكن ان يتقبلها أو يرفضها ، دو ن ان يؤولها أو يحاول ان يعطيها معنى معين ؟.
ألا يمكن نتجاذب اطراف الحديث مع بعضنا البعض ، و
نروي القصص و نضحك ، ثم نفترق ، و الحب التفاهم ، و الاحترام قبل كل شيء متغلغل في اعماقنا ؟.
انه لمن الظلم ان يحتقر الانسان اخاه الانسان ، ليس
لشيء سوى انه مختلف عنه ، الاختلاف هو ما يجعل المجتمع يتماسك ، و يتحد
لان الادوار في الحياة لم تقسم مناصفة بين
الافراد ، فكلما كنت مختلف في شيء كان نصيبك في الدور اكبر ، كما انه لا يمكنك بأي
حال من الاحول ان تتخلى عن دورك ، او تقصر في تأديته، اما أولئك العادين جدا فليس
لهم نصيب ، لكنهم اكثر الناس شكوى ، و أكثرهم احكام على غيرهم .