هناك فرق بين من يكتب ، و من يقرأ ،
فالكتابة و القراءة شيآن مختلفان تماما ، و هذا ما يجعل القارء يقدم احكاما على الكاتب ، سواء كانت جيدة او سيئة ، و قد يتطاول عليه
احيانا .
يا
صديقي الكاتب يكتب ما يختلج في صدره ، و ما يدور في عقله يعبر عن فكرة او شيء ما،
لكنه لا يقدم الاحكام و لا يعطي المفاتيح و الفهم لما يكتب
، بمعنى تتسم كتاباته بالغموض و تحتاج التأمل او البحث. كما ان هناك صنف ثاني من الكتاب تتصف كتابتهم بصفة السهل الممتنع ، فحين تعتقد انك فهمت المقصود ، تجد انك بحاجة الى المزيد منه ليتجلى لك و هذه الكتابات هي التي تضعك على السكة لتصبح قارء في مستوى احكامك على الكتاب .
لست مستعد للمحاولة لم يعد هناك شيء لأحاول من
اجله، فقد فتشت قلبي شبرا ، شبرا ، فما
وجدت غير بقعة منسية خلف جدار متهالك ، لن امنحها لأحد سأشيد عليها محرابا لخلوتي .
البعض يستهويه الجلوس على الشرفات ، يا صديق انا لست كذلك انه يزعجني كثيرا ، الامر اشبه بثقل الانتظار.
في بقعة من تلك القلوب المنكسرة، لايزال هناك مكانا دافئ، قد تحييه كلمة أو حضن ، أو حتى وردة ذابلة.
حين اعيد شريط احداث مررت بها خلال حياتي ، و اضع الوجوه في وجوهها ، اندهش ،
و تصبني الرهبة ، اندهش من عدد الذين
دخلوا حياتي ، و تصبني الرهبة،
بسبب عدد الراحلين ، فالقادمين اكثر عدد، لكنهم اقل تعاطف، أقل فهم ،أقل
مواساة ، و الكثير منهم اصحاب مصالح ، و يرهبني عدد الراحلين رغم قلتهم لكن شيء قد سقط من الروح ، احس و كأني افقد نفسي .
كيف ينفعك تفرع اغصان شجرة قلبك بالحب و جذورها متشعبة بالغدر ، الخيانة ، و كل اوصاف النذالة .
ماذا ينفعك ان كان هذا القلب الذي بين جوانحك لا ينبض حبا و وفاء ، ان كان لا ينبض بالحياة .
ماذا ينفعك ان كان هذا العقل يصنع لك قضبان سجن من الاوهام ، ان كان ليس حرا .
ماذا ينفعك ان كانت هذه الروح مكبلة بالعادات و التقاليد و ليس بقناعات شخصية .
ماذا ينفعك هذا الوجه الجميل ان كان داخلك قبيح ، قبيح .
ماذا تنفعك هذه الحياة ان كان داخلك ميت ، جثة هامدة في كل زاوية من زوايا هذا الجسد .
ماذا تنفعك هذه المظاهر التي تقدسها حد النخاع ، بالمقابل تتخلى عن روحك.
ما زالت اقدار البعض مرتبطة بكلمات الغزل. و سعادة معلقة بخيط لمسة حانية.
يا
صديقي لن تستمتع بالحياة ما دمت تبحث عن المثالية ، الحياة هبة فتقبلها و تقبل
نفسك على ما هي عليها .