في ذكرى رائحة الانسان ، رائحة النور ، رائحة الحلم ، رائحة الحب ، رائحة التفاؤل الممزوجة بمتعة الحياة ، اقول :
اشعل المواقد و تدفأحتى يذوب الصقيع...الصقيع الموجود بالداخل.فتدب الحياة من جديد ... و تنمو ازهار ربيع روحك.
النور.
النور
الذي يشع من تلك الوجوه البريئة ما هو إلا شعاع من النور العظيم الذي يوجد بداخلهم ، لو
كان حقا هناك شيء اعظم من هذا النور لكانت
البراءة التي تتسم بها ارواحهم.
الحلم.
اكان
يحلم؟ اكان يعيش في عالم الخيال ؟ لا لم يكن كذلك بل كان واقعي جدا ، و اكثر بكثير
، و حتى منطقي الى درجة العبقرية. .
لكنه
كان تعيس جدا ، في هذه الحياة ، ربما لم يكن يملك اصدقاء ، كلا ليس هذا ما كان ينقصه
، ربما لا يملك حبيبة ، مرة اخرى كلا لقد كان لديه واحدة ، اذا لم يكن يملك المال او
الجاه ، و تاقت نفسه الى الرئاسة ، كلا انت
بعيد تماما، انه لم يفكر حتى في ذلك.
لقد
تجرع الكثير من الخيبات ، و الكثير من خذلان ، الكثير من الاحباط. لم يكن يسعده اي
شيء مهما كان كبير ، لكن بعض الاشياء تبعث في نفسه الراحة فقط بالرغم من كونها بسيطة
جدا.
امرأة
بعض النساء اللواتي التقيت بهن جميلات ، الا امي
امرأة فاضلة ، و الفرق بينهما شاسع جدا ، فالأولى جوهرة و الثانية كنز.
العجوز الذي فارق الحياة دون ان يكبر.
بالرغم
من ان العمر مجرد رقم لا يعبر فعلا عن العمر الحقيقي . الا اننا نشعر و كأننا ابناء
التسعين بينما نحن في الثلاثين او الاربعين.
المسالة
ليس في الرقم او الواقع ، المسالة تكمن في كيفية العيش و الاستمتاع بالوقت ، بمعني
حين نشعر بالمتعة نتيجة عمل ما ، او حديثنا لشخص نحبه ، او قيامنا بعمل محبوب لدينا
يبعث فينا النشاط ، و نشعر بحيوية اكبر ، بينما ان حصل لدينا العكس تكون النتيجة عكسية
، و بالتالي سنرزح تحت وطأة اليأس و الضجر من الحياة ككل.
فتجد
عجوزا في اواخر العمر مقبلا على الحياة مستمتعا بها ، و قانعا بما تجود عليه ، حتى
يفارق الحياة و مأنه لم يكبر يوما و لم يشيخ ، بينما تجد شبابا في مقتبل العمر يائس قانط و
مكتئب ، لا شيء يفرحه او يروح عن نفسه. ميت قبل ان يدفن .