مدونة الريشة مدونة الريشة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

المنبع المقدس




في الحياة هناك عدة مستويات، تختلف في عمقها باختلاف المستوى الذي تنتمي إليه و المنبع الذي تنبع منه. و دون شك أن هناك اختلاف في مستوى فهمها و استيعابها على نحو سليم. و هذا هو المغزى في الحياة الذي يجب عليك أن تفهمه و تستوعبه جيدا ، لأنه سوف يحدد كيف ستكون نظرتك للحياة ، و الهدف من وجودك فيها اصلاً.
فكلما كان تفكيرك سليم ، و تأملك عميق بما فيه الكفاية تجاوزت القشور ، قشور الحياة ، قشور العادات و التقاليد ، قشور البديهيات ، و وصلت الى المنبع الصافي الذي سوف تروي به عطشك ، و تتخلص من الظمأ الذي ترزح تحت وطأته اغلب البشرية. ستتخلص من تلك الانانية الحمقاء ، و ذلك الغباء الطائش ، و تلك الكراهية المفرطة للأشياء و لبني جنسك ، ستحب كل شيء لأن له دوره في دورة الحياة ، و ستحب بني جنسك لأن كل واحد لديه مكانه الخاص ، و دوره المنوط به الذي يجب ان يلعبه ، سواء كان هذا الدور خيرا أو شرا ،  و بإتقان لأنه إن شذ عنه ستحدث شروخ في الحياة تختلف باختلاف هذا الشذوذ. عندها ستتقبل الجميع على ما هم عليه، و سوف تتضاءل نقاط الاختلاف تدريجيا حتى تكاد تنعدم ، و ستتخلى عن فكرة و طموح تغيرهم، بل و أكثر من ذلك ستتعايش معهم في سلام . دون أن تنخرط فيما يحبون أو يكرهون ، دون أن تصدر الاحكام عليهم .
هذا المنبع لا  يمكن أن تجده على قمم الجبال أو سفوح الوديان، أو مغارات الجان. هذا المنبع الصافي و المقدس موجود في أعماقك ، ينبع من روحك ، إن وصلت اليه و ارتشفت منه فسيغنيك عن جميع الينابيع الأخرى .
فكر و تأمل في تلك الاشياء البسيطة المحيطة بك، و  كل ما هو في متناول يدك. إنها هبة من هبات الحياة ، و يمكن أن تسلب منك . ستكتشف أن هذا وارد جدا و أنه ليس من المستحيل أن تفقد ما تملك. و سوف تبدأ بالغوص الى أعماقك في محاولة لمعرفة ردة فعلك العميقة ، عندها فقط ستجد متعة لا توصف و رعب يحدوه شغف في سبر الأغوار ، سبر أغوارك بنفسك ، و في كل مستوى و عمق جديد  ستجد إجابة مختلفة، ستكتشف عمق لم تصل إليه من قبل ، و في النهاية ستجد أنك تولد من جديد ، شيء يتجدد بداخلك وكل خلية سيمسها هذا التجديد فيما يشبه جريان الماء على الأرض ، و كيف يرويها و تخضر معلنتا عن بداية الحياة،  كلما اكتسبت معرفة جديد تطفوا رويدا رويدا الى السطح ، تظهر على ملامحك و محياك ، في معاملتك ، أسلوب حياتك ، و تصبح صفة من صفاتك .

إنها الولادة الثانية لك ، و كلما كررت التفكير و التأمل ، و غيرة الاشياء كلما غصة عميقا ، و حصلت على أجوبة ستتحول تلك الاجوبة الى أسئلة جديدة ، فيما يشبه السلسلة – سلسلة المعرفة – المتتالية و المترابطة في آن واحد.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الريشة

2016