كم هي ملاذ الحياة البسيطة
كم هي ملاذ الحياة البسيطة التي نسيناها في حياتنا
اليومية ، و ذهبنا نبحث عن كل تلك التعقيدات و اخضعنا كل شيء فيها الى ما اسميناه
فن الحياة . هل توقفات يوما لتسأل نفسك ما هو فن الحياة؟ هل فن الحياة هو تلك
المعاير التي تغزوا حياتنا اليوم ؟ .
لأننا نرى الكثير يرزح تحت وطأة الضياع ، و اليأس . وذلك
راجع اساسا الى حجم الضغط و التكلف
لمسايرة معاير فن الحياة ، انه من غير المعقول ان يعيش الانسان وفق معاير
محددة ثم يأمل الحصول على حياة منسجمة و خالية من الضغط النفسي .
لا اعتقد ان الانحناء لشم عبير وردة و الاعتناء بها ، او
الجلوس بتواضع على كرسي في حديقة و التأمل في الطبيعة ، او تقديم يد العون و
المساعدة للاحد ما يحتاج الى فن . ان ما نحتاجه هنا هو قدر عال من التواضع و البراءة الطفولة و مقدرة على التعبير عنهما دون
تكلف .
كم منا لا يلتفت ليرى الوان الازهار التي يمر عليها في
الحديقة ، كم منا لا يميز رائحتها ، كل هذا طبعا لا يحتاج الى فن بقدر ما يحتاج صفاء
الروح و بعيدا عن كل التعقيدات.
ان فن الحياة هو البساطة في اسمى معانيها ، هو تلك
البراءة الطفولية التي نفقدها يوما بعد
يوم . بسبب التعقيدات و القوانين التي نضعها لأنفسنا ، او تلك التي وضعها غيرنا
على اختلاف تسميتها.
الحياة البسيطة تجعل الانسان ينغمس فيها ، و تكون مفعمة بروح المرح و يمارسها دون ضغط ، و يكون مستمتع بها الى الحد الذي يجعله يشعر فيه
بنشوة الحياة ذاتها .
الانغماس في الحياة و الاستمتاع بها لا يحتاج الى فن او
تعقيدات بقدر ما يحتاج الى البسطة و البراءة الطفولية ، انظر الى الاطفال الصغار
كيف يقبلون على الحياة دون ان يتعلمو فن من الفنون انهم فنانون بالفطرة ، و هذا ما
يفقده الكبار .
ان ملاذ الحياة ابسط مما نتصور ، و ما يروج له على انها
تحتاج الى فنون في الحياة ما هو الا عبثية ، ان ما نحتاجه حقا هو ارواح صافية
منتعشة تنغمس في الحياة ، نتقبلها بكل تفاصيلها .