خلق البعض ليذكر و البعض الاخر خلق للنسيان
و
يضنون ان الاختلاف الوحيد بينك و بينهم مجرد افكار ، لكنه اعمق من ذلك ، فكم هي
عدد المرات التي نمت فيها نصف نوم ، و اكلت نصف اكلة ، و ابتسمت نصف ابتسامة . ذلك
لا يعنى انك مستهتر او غير مبالي ، بل يعني انك وصلت حد الغثيان من الحياة .
كم
هي عدد المرات التي اسيء فهمك فيها و دفعت الثمن ، كم هم عدد الذين حذفتهم من
حياتك لا لشيء سوى انهم انتهازيون و متهكمون الى الحد الذي لا يطاق .
كم
هم الذين رحلوا رغم ذلك مازالت ذكراهم قائمة و كأنهم هنا حاضرون ، و كم هم الذين
يمشون امامك الان و لكنهم مجرد ذكرى عابرة لا تعدو ان تكون اطاف اشباح ، ان الامر
كله اشبه بفصول العام و انت الان في خريف العمر تتساقط الاوراق من حولك في اصفرار،
تتناثر تحت خطاك الشامخة الواثقة على الرصيف.