كم هي احلامنا صغيرة لكنها تحتاج الى جبال من العزيمة و الارادة لتتحقق.
نبدأ حياتنا صغارا و احلامنا كبيرة جدا حتى يخيل اليك ان الافق لا يتسع لها ، لكن بمجرد ان نتقدم بالعمر تبدأ تلك الاحلام بالتبخر شيئا فشيئا حتى تصبح مجرد ذكريات جميلة ، و ربما هناك منا من ينظر الى الوراء و يضحك على نفسه حينها.
لكن هناك احلام لا تتبخر مهما تقدم الانسان في العمر، و مهما تنازل عن بعضها ، يبقى يملك احلام يناضل و يكافح من اجلها حتى آخر نفس يملكه. الا انها صغيرة مقارنتا بأحلام الصغار و الشباب . ان الذي يناضل من اجل كرامته ، و الحصول على السعادة ، و ارتشاف القليل من الحب ، و يطالب بالعدل و ممارسة حقوقه كإنسان، يريد ان يكون موجود، لهو اكبر دليل على ان احلامنا ما زالت حية ترزق في عالم يشتكي كل يوم من المزيد من التعتيم، المزيد من البؤس، المزيد من العنف و الاضطهاد، و المزيد الإذلال و الاخضاع.
انها احلام بسيطة حين نقارنها بأحلام المستبدين ، و المتسلطين ، الذين يفعلون المستحيل للحلول دون تحقيقها ، بل و محاربتها بشتي الطرق و الوسائل. مرض التسلط و الاحتقار الذي يعانون منه، لهو كامن في نفوسهم، و شعورهم به يزيد كلما تنازلوا لمن هو اقوى منهم ، لذلك يشفون غليلهم فيمن هو ادنى منهم. ليس بالضرورة ان تكون صاحب سلطة او منصب مرموق لتحطم احلام من حولك ، يكفي ان تكون ذا عقلية تسلطية انتقامية لتفعل ذلك.
ايها الانسان مهما كان مستواك الاجتماعي، و مهما كان مكان تواجدك الان ، و مهما كان الوضع الذي تعشه فقط تجرأ و احلم ، احلم بكل جوارحك ، ثم كافح بكل ما تملك من اجل حلمك.