ستكون نقطة البداية من روحك من كيانك .
سيحدثونك
عن التغير و تطوير الذات ، و يحاولون اقناعك بمجموعة من التمارين التي يجب الخضوع
لها ، و ممارستها يوميا ، او اسبوعيا ، لتحصل على النتائج المطلوبة . عندها ستبدأ
في الصراع مع نفسك و ستحاول جاهدا لكسرها ، هذه الحرب التي ستستنزف طاقتك ، و
ستصطدم بجدار صلب من ردود الافعال نتيجة العادات القديمة التي تحاول جاهدا التغلب
عليها.
إن وفقت
و هذا سيكون بنسبة قليلة جدا حدوثه ، ستخوض حربا ثانية معها ، اثناء محاولة
ترسيخها و تعويد نفسك على عادات جديدة ، هذا ان لم تستسلم في وسط المعركة و تتقبل
الهزيمة ، عندها ستشعر بالكثير من الاسى على نفسك و على الطاقة التي اهدرتها دون
جدوى ، و دون ان تكون لها ايت نتائج .و ستخور قواك و ينتابك الشك في نفسك و ستشعر
ان حياتك لا قيمة لها مع آلائك الذين تغيروا ، و احرزوا تقدم في حياتهم .
من هنا
تبدأ عملية المقارنة و يزداد معها الاسي و الصراع النفسي و الشعور بالضعف ، انها
بوادر الانهيار العصبي الوشيك ، الذي يحوم حول رأسك بلا هوادة ، نتيجة افراطك
في التفكير بالقصور و الضعف .
ليس هناك
ايت قيمة للحياة دون تحسين مستواك ، و دون المرور بكل هذه الصعاب ، انها الحجة
الرائجة ، لن يعطيك احد مفتاح النجاح ، ان المفتاح يجب ان تحصل عليه بعد التعب ،
هذا هو الرد البديهي و المتوفر حاليا ، ان ثمن التغير باهض و يجب ان تدفعه .
لذا يجب
عليك الا تستسلم مطلقا و لا تشعر بالتعب ، و ان تبقى صارم ، و صارم جدا مع نفسك
الى ان تكسرها و تصبح طائعة لك ، لكن هذا لن يأتي بين ليلة و ضحاها ، و ربما لن
يأتي مطلقا لأنه لديك انسداد في مجاري الطاقة في الجسم ، و ان روحك محجوبة ، و انك
يساورك شكوك فيما تريد ، و انك لم تحسن ممارسة التمارين التي وضعها خبراء في تطوير
الذات ، هذا هو الرد المتوفر حاليا .
لا احد
يعلم على وجه التحديد كيف تسير ايامك دون ان تستطيع ان تغير شيء ، مؤسف جدا ان
تبقى تعاني وسط هذه الاوهام ، وسط هذه الصراعات و النزاعات ، و تستمر في الاستنزاف
الى ان تقرر التوقف نهائيا .
ستبزغ لك
فكرة جديدة ، فكرة اتباع مدرب و محاولة تأهيل نفسك على ضوء التعاليم و الدروس التي
سطرها هو او غيره ، انك الان في مرحلة التقليد ، مرحلة وضع نفسك مكان هذا المعلم ،
و ستبدأ في عملية التقصي و البحث و سبر اغوار علمه ، و تطبيق تعاليمه ، لكنك لم
تشعر الى حد الان بأي تعير في حياتك
اليومية ، عندها ستراجع الخطوات ، خطوة خطوة ، و ستشتري كتب اضافية له ، او مؤلفات
مساعدة ، للوصول الى ما تطلبه.
من المهم
جدا ان تكون لك قدوة هكذا ستقنع نفسك ، ان من سار على درب المعلم وصل ، هذا هو
المبرر المتاح حاليا ، سيبزغ لك شيء من الامل حين تتعلم تطبيق شيء معين و ستخرج
مزهوا بما تعلمت ، لم يكن هذا التطبيق سوى جزء من الكل ، و الان ستواجه تحدي جديد
كيف سيبقى ما تعلمته راسخا و لا يشرد منك و لا تفقده؟.
على
الاقل تعلمت شيء من المعلم و هذا هو الاهم ، لقد اثبتت ان هذا العلم حقيقي ، و انه
يمكن تغير السلوكيات ، و تعويضها بأخرى
افضل منها ، على الاقل كان هذا هو اعتقادك . هل يمكن ان يبقى السلوك الجديد معك و
لا تفقده مرة اخرى ؟ . هنا بيت القصيد . ان السلوك الجديد مكتسب ، و بنسبة كبيرة
جدا انك تحن الى سلوكك القديم ، و كلما كانت المدة اطول زاد تفكيرك فيه ، و زادت
معه رغبة العودة اليه ، و تبدأ المعركة الحقيقية و التي قلما تخرج منها منتصر ، انك لن تهزم نفسك بمجرد ان تتعلم تطبيق
شيء معين و هذا شيء مؤكد.
ان اردت
حقا ان تتغير ، و تحسن مستواك و ان يبقى هذا التغير معك لبقية حياتك ، اطلق العنان
لنفسك لتختار هوايتها المفضلة ، اطلق العنان لروحك و خيالك ، ليجوب العالم من حولك
و حاول دوما ان تكون واقعي في ذلك .
انك حين
تستشف ما في داخلك ، و تصل الى تلك الهواية التي تطلبها نفسك آيا كانت ، ستكون هذه
هي نقطة البداية من روحك من كيانك ، ستعمل عليها بكل جوارحك ، بيديك و قلك و روحك.
ستبحث دون كلل او ملل عن اي شيء يساعد في تطوير هوايتك ، و سينطلق خيالك الابداعي
, يبدأ في العمل و رويدا رويدا ستكتشف اشياء جديد و ستحل محل القديمة ، كل ذلك دون
أن تخوض صراع واحد مع نفسك ، او تشعر بالاسى و الضعف و الخيبات، و ستمارس تلك
الهواية بكل متعة و ابداع ، و في النهاية ستجد انك تخليت على العادات القديمة من
تلقاء نفسك ، و انها اصبحت من الماضي ، و ستجد انك لا تفكر فيها مطلقا ، و انك
تضحك على نفسك عند تذكرها و كيف انها كانت مجلاد تفاهات. و ان ذلك الوقت الذي
قضيته في البحث و التقصي خارج نفسك ، لم يكن الا مضيعة للوقت و الجهد .