ارى اشعة شمسا دافئة و نسيم صبح ،و على روابي الحياة أطياف ارواحاً مزهرة تقتات من العطاء دون قيد او شرط ، دون ان تحمل غلا او حقدا ، كل امنياتها ان يسود السلام ، ان تحي البشرية في حب و سعادة .ارواحا تفوح منها رائحة الخير
ارى غيوم سوداء و غبارا كثيفا في الافاق ، و اطياف جثث على الارصفة و برك دماء، ارواح تقتات من المزابل و اخرى ترمى ما لذ و طاب الى المزابل ، تشريد و اضطهاد و اكل حقوق ، بؤس منتشر ، عالم مجنون ، كلما تقدم خطوة تأخر خطوتين ، نصفه حاف و النصف الاخر دون اقدام .
أطيافا تجسدت في مخلوقات شتى ، فهذه في شكل زهرة فياحة يصل عبيرها الى اطراف المكان ، و تلك نخلة لن تنسى حلاوة ثمرها ، و جدولا رغم صغر حجمه لكن خرير مائه سمفونية موسيقية تشدك في انبهار ، و ها هناك اخرى في زقزقة عصفور على تلك الشجرة ، التي بدوره روحا متألقة ، ثمار متدلية لم تستسلم لخريف العمر ، سعادتها في لعب السناجب على اغصانها ، و على الطرف الاخر جبل شاهقا. ترى القوة في شموخه ، اسفله شجيرات صغيرة تحاول الصعود، إنها ارواح بريئة ، لكنها تستحق التشجيع ، و هذا اسد زائر ، و ذاك ثعلب ماكر ، اما هذا فذئب منه حاذر.
و لا انسى الجسر المقوس الذي يربط الضفتين بعضهما ببعض . قد تتساءل ما معنى القصة ؟ .
القصة يا صديقي بكل بساطة هي و انا و انت ، في الحياة نوعين من الارواحً ، ارواحاً طاهرة وصلت حد القٌدسية ، انسنا بها و بقربها ، اسعدتنا يوما ، او وقفت معنا في محنة ، تركت فينا شيء مميز رغم مرارة الحياة ، و ارواحاً خبيثة وصلت حد الشيطنة ، هربنا منها ، تجنبنا لقائها ، ركضنا منها طلب النجاة بجلودنا ، تركت فينا كذلك شيء مميز ، الخذلان ، الطعن في الظهر ، جراحا غائرة في صدورنا لن تمحى ابدا .