" لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ" ، قصة سيدنا موسى عليه السلام حين طلب ان يرى الله ، لن تراني و لكن انظر الى الجبل.
لن تستطيع و لن تقوى على ذلك ، فقدرتك محدودة جدا ، لذا اخترت لك طريقا اخر ، طريق يليق بقدرتك ، و بعقلك المحدود ، طريق التأمل فيما خلقت و ما ابدعت ، في كوني و في نسفك انت بالذات.
لن تدركني حتى تتأمل عظمة أفعالي في مخلوقاتي ، لن تدرك ذلك حتى تصغي بروحك ، و لن تصغي روحك حتى تطهرها و تسموا بها ، تطهرها من الشرك، الحقد ، الحسد ، الغل، الشحناء و البغضاء ، ان تزكيها حق تزكيتها ، و تسموا بها الى معالي القيم ، لن تدركني و لن تراني حتى تؤدي ما عليك من حقوق تجاه اخوتك ، حتى ترحم الضعيف ، تعطي مما اعطيتك دون قيد أو شرط ، حين لا تخذل من استجار بك .
مادامت روحك سفلية تعيش على فتات التفسيرات و التأويلات التي وضعها غيرك ، انت اعطيتهم مقاليد روحك لذ لن تراني ، انا معك اسمع و ارى و احيط بك و بما تعمل ، علمي ليس له حدود ،لذا لن تدركني روحك المريضة .
عندما تستشعر رحمتي في صلاتك ، عندما تستشعر اجابتي في دعائك ، عندما تذكرني بروحك و قلبك وينطق لسانك و تتحرك شفتاك، عندما تشكرني و تحمدني وأنت تستشعر ذلك في نفسك، عندما تريد ان ازيدك ابسط يداك ، عندما تريد ان اذكرك اذكرني
عند ذلك ستبهرك تجلياتي في مخلوقاتي .سوف تعرفني عندها كأنك تراني ،عندها لن يبقى لديك شك أو ريب ، عندها فقط ستذوق طعم الحياة رغم المرارة ، و تحس بلذة المرض رغم الالم ، سوف تعرف قيمت نفسك بنفسك ، و لن يجادلك احد ، عندها ستترفع عن كل ترهات الحياة.