مدونة الريشة مدونة الريشة
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

التأمل يدفعك الى الطريق الصحيح





   
نعتقد ان هذا الكون هو ما نستطيع ادراكه بحواسنا الخمسة ، لكن في الحقيقة ما نستطيع ان ادراكه بأرواحنا اعمق بكثير من ذلك، حين نتحدث عن الكون بمفهوم علمي مادي هو مجموعة من الكواكب والمجرات تمثل النظام الشمسي الذي نحن جزء منه، لكن عندما نتحدث عنه بمفهوم روحي نجد انه يتكون من طاقة لا متناهية، هاته الطاقة التي لا تدرك الا عن طريق التأمل في هذا الكون في حد ذاته.

  و بما ان الانسان جسد وعقل وروح ، هاته العناصر الثلاثة  هي التي ترفع الانسان الى اعلى المراتب او تنزله الى ادناها، انها ببساطة مترابطة ارتباط وثيق ، كما يمرض الجسد و تصبه العلل المختلفة فإن العقل كذلك يمرض ، و نفس الشيء بالنسبة للروح، فمرض العقل الاكبر هو الجهل و التعلق بالشهوات و الملاذ، و يصبح الفكر الذي من مهام العقل دائر حول كيفية تحصيل هاته الشهوات، و بالتالي لا مجال للتعلم او التأمل، و يثقل الجسد و يصبه الكسل و الخمول. أما الروح و باعتبارها المحرك الاساسي لكل من الجسد و العقل ، لا بد ان تتوفر لهذا المحرك الطاقة اللزمة للعمل على اكمل وجه.
"أصل الخير والشر من قبل التفكر، فإن الفكر مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض - أبي عبد الله بن قيم الجوزية"
   يوجد نوعان من مصادر الطاقة ، طاقة داخلية و اخرى خارجية ، الطاقة الداخلية هي طاقة الفكر المستمدة من العقل ، أما الخارجية فهي الطاقة الكونية، هناك تناسب غير عكسي بين الطاقة الداخلية و الخارجية ، كلما زادة الطاقة الداخلية زادت خفة الجسد و اصبح اكثر نشاط ، و بالتالي تزداد حرية الروح و ارتفاعها نحو الاعلى ، و كلما نقصت انحصرت الروح الى الاسفل ، لا يمكن ابدا الاستفادة من الطاقة الخارجية الكونية و الطاقة الداخلية اي الفكرية في ادنى مستوى لها.  
"وبالجملة فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي وكلما ثقل وأخلد إلى الشهوات والراحة ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية - أبي عبد الله بن قيم الجوزية  "
  كلما زاد الفكر و التأمل زادة الطاقة الداخلية و اصبح الجسد اكثر خفة و اكثر انسجام مع العقل و الروح ، ما يعطي الروح حرية اكثر للوصول الى الطاقة الكونية و التغذي ثم العودة الى الجسد مرة اخرى ، و هي اكثر نشاط و اكثر خفة. لهذا يقال "ارواح طيبة أو ارواح خبيثة ". أي ان الارواح الطيبة تمتلك صفات علوية – الحب ، الصدق ، الرحمة ... الخ - ، اكتسبت هاته الصفات من التفكر و التأمل،  اما الخبيثة فتملك صفات سفلية – الغدر، الخيانة ، البخل ، النفاق .... الخ .
  ان كل ما ذكرنا سابقا ، ما هو الا باب من ابواب الايمان ، التأمل في المخلوقات و آيات الله الكونية الدالة عليه و النظر اليها بعين البصيرة ، لهو اعظم انجاز نحققه في الحياة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الريشة

2016