ولكن في أن يُبعث الضمير الإنساني من جديد "
نعيش في الحياة ونتحدث في كل شيء، نناقش اشياء لا تخصنا ولا تعنينا مطلقا، نصدر الاحكام على الاخرين دون معرفة التفاصيل، نتصرف أحيانا بطيش وتهور ودون النظر في العواقب و نتحجج بالحرية .
القليل منا فقط يعطي بعض الوقت للجلوس والتفكير في الاقوال والأفعال التي تصدر منه. والهدف من هذا الوقت هو إعطاء مساحة أكبر لمناقشة الذات وتقيم الاقوال و التصرفات تجاه المحيطين بنا. وبالتالي تحديد طبيعة تصرفنا هل هو خطأ او صواب.
إن الوصول الى النتيجة وتحديد طبيعة التصرف يعتمد اعتماد وثيق على القيم الأخلاقية للفرد، فتجد ان تصرف معين قد يشعر البعض بالندم بينما البعض الاخر لا يتأثر فالصنف الأول لديه إطار القيم الأخلاقية التي تحدد حدود التصرفات اما الصنف الثاني فالإطار لديه مفتوح أي لا قيمة أخلاقية لهذا التصرف.
هذا الإطار الأخلاقي هو المسؤول عن تأنيب الضمير فعندما لا تتعارض القيمة الأخلاقية مع الأشياء التي يفعلها فتجده يشعر بالاستقامة او الرضي عن النفس. لكن السؤال هنا هو ما هي القيم الأخلاقية التي؟ وما هو مصدرها؟
الضمير هو كتلة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم (1) حيث تتحكم في اقوال و افعال الانسان و بالتالي تحدد طبيعة العلاقة مع من حوله. هاته العلاقة التي سوف تكون انعكاس لضمير صاحبها فكلما كان الضمير حي كانت العلاقة جيدة و العكس ان كان الضمير مريض او ميت سوف تكون على قدر ذللك.
اولا : يرتبط الضمير ارتباط وثيق بالبيئة التي تحيط بالفرد او بعبرة أخرى المجتمع الذي يعيش فيه حيث يجد فيه مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب التقيد بها. هاته القيم والمبادئ قد تكون متوارثة او حديثة وربما مستوردة او تقليد لمجتمع أخر او دينية باعتباره أكبر المقدسات الموروثة لدي أي مجتمع او شعب، و بالتالي تكون درجت الوعي حسب درجة التأثير مما ينعكس على الضمير لدي الافراد .
ثانيا : النشأة ونقصد بها مجموعة القيم والمبادئ التي تم تنشئته عليها منذ كان صغير أي في البيت والتي يزرعها الاهل والآباء في نفوس الأبناء ذات المصادر المختلفة، وربما غير المعروفة لديه لكنه يتقيد بها حرفيا، فإن كانت قوية و ثابتة تجد الفرد لا تغريه تيارات الحياة المختلفة و يبقى ثابت لأنه يعلم أو يثق ان مبادئه قوية و يستطيع مجابهة الحياة المتغيرة ، و هذا ينعكس حتما على ضمير الفرد . # وحيد
---------------------------------
(1) مقتطف من ويكيبيديا